ذممَتُ اصطبارَ العاجزينَ وراقني
على الضُرِّ صبرُ الواثبِ المتطلِّعِ
له ثِقَةٌ بالنفسِ أنْ ستقودُه
لحالٍ يرجِّي خيرَها أو لمصرع
وما الصبرُ باﻷمرِ اليسيرِ احتمالُه
وإن راحَ ملصوقاً به كلُّ مُدَّعي
وﻻ هو بالشئ المشرِّفِ أهلَه
إذا لم تكنْ عُقباه غيرَ التوجّع
ولكنَّه صبرُ اﻷسودِ على الطَّوى
تغطّي عليه وثبةُ المتجمِّع
مِحَكُّ طباعٍ آبياتٍ وطُوَّعٍ
وبَلوى نفوسٍ طامحاتٍ ووُضَّع
يُعنَّى به حُرٌّ ﻹحقاقِ جرئٍ غايةٍ
ويَخرُجُ عنه آخرٌ للتضرُّع
فإنْ كنتَ ذا قلبٍ جرئٍ طبيعةً
على نكبات الدهر ﻻ بالتطبّع
فبورِكَ نسْجُ الصَّبرِ درعاً مضاعفاً
وبوركْتَ من ذي مِرَّةٍ متدرِّع
من روائع الشاعر المبدع الراحل "محمد مهدي الجواهري"